افلام الرعب وتأثيرها على اطفالنا

أفلام الرعب ومدى تأثيرها على نفوس أطفالنا
بقلم الأستاذة / نزهة محمود جربوع
لقد لفت انتباهي ما قرأته في صحيفة النهار الالكترونية خبرا تقشعر له الأبدان ، وهو أن طفلا في العاشرة من عمره يشنق نفسه في مدينة غزة ليجرب حبلا مربوطا في منزله ، وتساءلت ؟ ترى من أين استلهم هذا الصغير أحداث تلك الجريمة بحق نفسه ، وبحق والديه ؟
وذكرني ذلك بمشهد حين كنت تلميذة في الصف الأول الأساسي باجتماع عدد من الأطفال يجرون كيسا ويلقون به في حاوية المهملات ويشعلون النيران بالكيس دون علم أي من المارة بمحتويات الكيس آنذاك ، ولم تسعفني الذاكرة بما حدث بعدها وعندما كبرت عرفت أن الذي بداخل الكيس كان طفلا في السادسة من عمره ومات ذلك الطفل حريقا ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، من أين استمد هؤلاء الأطفال تلك الأفكار الشيطانية المدمرة ؟
ولو وقفنا مع أنفسنا لحظات لوجدنا الإجابة تتحدث عن نفسها ، إنها الفضائيات ومشاهدة أفلام الرعب التي يعشقها أطفالنا وذلك بسبب ظروف نعيشها يوميا ونشاهدها حقيقة على ارض واقعنا الفلسطيني ، وتمر أحداثه ليس فقط مجرد فيلم ، بل حقائق واقعية نمر بها خاصة فترة الحرب الأخيرة على قطاع غزة
حتى العاب أطفالنا بين أنفسهم تختلف عن العاب بقية أطفال العالم ، فتراهم يلعبون اللعبة المشهورة ( يهود وعرب ) كل ذلك أثر على نفوس أطفالنا مما ولد عندهم العنف والرعب والحالة العصبية ، والتقليد غير المبرر لأفلام الرعب وميولهم لمشاهدة أفلام الرعب والاكشن ، ولكن !!!111 هل نترك أطفالنا دون مراقبة ودون توجيهات ؟ هل نتركه يسطر على تلك الصفحة البيضاء النقية ( العقل ) دون رعاية أو عناية ؟ لقد أثبتت الدراسات ان كثيرا من الأطفال يجلسون أمام التلفاز عشرات الساعات دون رادع من الآباء والأمهات ، مما يؤثر سلبا على نفسية أطفالنا ، كذلك صحتهم 0
حيث يتعرض الطفل الى موجات كهرومغناطيسية تسبب بدورها الى القلق والاكتئاب والشيخوخة المبكرة 0
ومن هذا المنطلق لا بد ان نوجه عدة نصائح لأولياء أمور أطفالنا الأعزاء :
- وضع نظام خاص بمشاهدة التلفاز لأبنائنا 0
- تشفير القنوات الإباحية وقنوات الرعب 0
- عمل جلسات إرشادية جماعية وفردية لأبنائنا خاصة بعد صلاة العصر أو المغرب حيث تجتمع الأسرة ، وتعريفهم الصواب من الخطأ 0
- إشغال أوقات فراغهم بنشاطات تتلاءم مع خصائصهم النمائية والعمرية مثل : حفظ أجزاء أو سور من القرآن الكريم ، قراءة القصص المفيدة والهادفة ، كتابة الشعر أو القصص القصيرة والشعر ، وعمل مسابقات بين الأبناء 0
- توظيف أساليب التعزيز المعنوية والمادية ، وعمل رحلات في حدود الإمكانات المتاحة 0
- عدم انشغال الآباء في أمور العمل والمشاكل وتناسي او تجاهل الأبناء ، وأنهم يبنون امة بأسرها حيث أن الأسرة اللبنة الأولى لتكوين المجتمع 0
- التعرف إلى مشكلاتهم وهمومهم والعمل على حلها 0
- التواصل مع إدارات المدارس ، والتعرف الى مستوياتهم وعلاماتهم وسلوكياتهم باستمرار 0
- بذلك نكون قد أدينا واجبنا أمام الله والأبناء وغرسنا للوطن بذورا طيبة يعتمد عليها لبناء صرح عظيم لأمة أعظم في ارض الرباط 0
- بقلم الكاتبة الأستاذة نزهة جربوع