اسرائيل باختصااار

إسرائيل هي أرض وشعب، إذ يمتد تأريخ الشعب اليهودي وتأريخ جذوره في أرض إسرائيل إلى ما يقارب 3500 سنة. فعلى هذه الأرض تبلورت الشخصية القومية والدينية والثقافية للشعب اليهودي، وهنا ظل وجوده المادي مستمرا دون انقطاع على مر القرون، حتى بعد أن أجبر الجزء الأكبر منه على الجلاء عن البلاد. وحين أعلن عن قيام دولة إسرائيل عام 1948، استعاد الشعب اليهودي استقلاله بعد أن حرم منه طوال ألفي عام.



الموقع

تقع إسرائيل في الشرق الأوسط وبمحاذاة الخط الساحلي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، أما الدول المتاخمة لها فهي لبنان وسوريا والأردن ومصر. وتقع إسرائيل على مفترق طرق بين ثلاث قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا.



الجغرافيا

تعتبر إسرائيل دولة طويلة وضيقة من حيث المساحة، حيث تمتد على حوالي 470 كيلومترا (290 ميلا) طولا وعلى 135 كيلومترا (85 ميلا) في أكثر المواقع عرضا.
ورغم صغرها تشتمل إسرائيل على ظواهر طوبوغرافية مميزة تمثل قارة بأكملها، ففيها الجبال المغطاة بالغابات والأغوار الخضراء الخصبة والصحارى التي تتخللها سلاسل الجبال، وفيها أيضا السهل الساحلي وغور الأردن الذي يتميز بصفات شبه استوائية، وفيها البحر الميت وهو أكثر المواقع انخفاضا على وجه البسيطة. ويعتبر حوالي نصف الأراضي أرضا شبه قاحلة.



المناخ

يتميز مناخ إسرائيل بأشهر كثيرة تشرق فيها الشمس الساطعة وموسم أمطار يستمر من نوفمبر تشرين الثاني حتى إبريل نيسان، ويتراوح المعدل السنوي لهطول الأمطار بين 50 و 70 سنتمترا في الشمال، وحوالي 2.5 سنتيمتر في أقصى الجنوب. وثمة تباين كبير في الأحوال المناخية السائدة في مختلف المناطق، ففي السهل الساحلي يكون الصيف حارا ورطبا والشتاء ماطرا معتدل البرودة، أما في المناطق الجبلية فالصيف حار وجاف والشتاء بارد نوعا ما، حيث تتساقط الأمطار وأحيانا الثلوج الخفيفة. وفي غور الأردن يكون الصيف جافا والشتاء معتدلا. أما الجنوب فهو منطقة شبه قاحلة يسودها جو بين دافئ وحار نهارا وبارد ليلا.



النبات والحيوان

ينعكس الموقع الجغرافي والتباين الطوبوغرافي والمناخي لإسرائيل في التنوع الكبير للنبتات والحيوانات الموجودة فيها. ويوجد في البلاد أكثر من 500 نوع من الطيور، وحوالي 200 نوع من الحيوانات اللبونة والزاحفة، و 2600 من أنواع النبات (منها 150 متوطنة في البلاد)، وهناك ما يزيد عن 150 من المحميات الطبيعية و65 حديقة وطنية، تشغل زهاء 1000 كيلومتر مربع منتشرة في أنحاء البلاد.



المياه

لقد أوجبت قلة المياه في المنطقة بذل جهود مكثفة للاستفادة إلى أقصى الحدود من المياه المتوفرة وللبحث عن مصادر جديدة. وفي الستينات أقيمت في إسرائيل شبكة أنابيب لنقل المياه العذبة، حيث ينقل مشروع المياه القطري المياه من شمالي البلاد وأواسطها إلى الجنوب شبه القاحل. ويجري العمل على تطوير مشاريع تستهدف الاستفادة من موارد جديدة للمياه مثل زرع السحب بمادة خاصة باستدرار المطر وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر.



السكان

إن إسرائيل دولة مستقبلة للهجرة، فمنذ إقامتها عام 1948 تضاعف عدد سكانها عشر مرات. ويشكل سكانها البالغ تعدادهم 7.4 مليون نسمة نوعا من الفسيفساء البشرية، فهم ينحدرون من مناشئ متباينة من حيث العرق والديانة والثقافة والتقاليد وأسلوب الحياة. ويشكل اليهود حاليا ما يقارب 75.6 بالمئة من سكان البلاد، وتبلغ نسبة غير اليهود حوالي 24.2 بالمئة من مجموع السكان، معظمهم من العرب.



أسلوب الحياة

يعيش حوالي 92% من سكان إسرائيل في المدن والمراكز الحضرية التي يقارب عددها ال 200، ويقع عدد منها في أماكن تأريخية قديمة مشهورة. ويعيش حوالي 5% من السكان في مجتمعات قروية تعاونية فريدة من نوعها هي الكيبوتس والموشاف.



المدن الرئيسية

أورشليم القدس: هي عاصمة إسرائيل (يبلغ عدد سكانها 747،600 نسمة). وكانت المدينة منذ أن أسسها الملك داود قبل حوالي 3000 عام وجعلها عاصمة لمملكته هي القلب النابض للحياة القومية والروحية للشعب اليهودي. وتعتبر مدينة أورشليم القدس اليوم أكبر المدن الإسرائيلية وهي مدينة مزدهرة مفعمة بالحيوية تشكل مقرا للحكم في إسرائيل.
تل أبيب- يافا: تأسست عام 1909 باعتبارها أول مدينة يهودية في العصر الحديث ويبلغ عدد سكانها 390،100 نسمة وهي حاليا المركز الصناعي والتجاري والمالي والثقافي للبلاد.
حيفا: هي مدينة ساحلية معروفة منذ القدم يبلغ عدد سكانها 264،900 نسمة. وتعتبر حيفا ميناء هاما من موانئ البحر المتوسط، وهي المركز الصناعي والتجاري لمنطقة الشمال.
بئر السبع: ورد ذكرها في التوراة على أنها "مخيم الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب" الذين يعتبرون آباء الشعب اليهودي. ويبلغ تعداد سكانها 184،500 نسمة، وهي أكبر مركز حضري في الجنوب. وتوفر بئر السبع الخدمات الإدارية والاقتصادية والصحية والثقافية والتعليمية لمنطقة الجنوب بأسرها.



نظام الحكم

إسرائيل دولة ديمقراطية برلمانية تعمل فيها السلطة التشريعية (الكنيست) والسلطة التنفيذية (الحكومة) والسلطة القضائية، ويقف على رأسها رئيس الدولة الذي تقتصر مهامه على الرسميات والاحتفالات، ويمثل رمزا لوحدة الدولة وسيادتها. ويتألف البرلمان الإسرائيلي ("الكنيست") من 120 عضوا، وتنعقد جلساته ضمن دورات برلمانية وتنبثق عنه 12 لجنة دائمة. ويتم انتخاب أعضاء الكنيست لولاية تمتد لأربع سنوات، حيث تجري عملية الاقتراع ضمن انتخابات قطرية.
وتوكل إلى مجلس الوزراء إدارة الشؤون الخارجية والداخلية للبلاد، ويرئسه رئيس للوزراء، بينما يعتبر مجلس الوزراء كمجموعة مسؤولا أمام الكنيست.



التعليم والعلم

التعليم في إسرائيل إلزامي اعتبارا من سن الخامسة ومجاني حتى سن الثامنة عشرة. ويشارك جميع الأطفال بين سن الثالثة والرابعة في برامج تعليمية سابقة للمرحلة المدرسية.
وتشمل المعاهد التعليمية العليا الجامعات التي تقدم تشكيلة واسعة من المواد والمواضيع في العلوم والآداب، وتتمتع بسمعة عالمية بصفتها معاهد بحثية. وتقدم الكليات الدورات الأكاديمية، وثمة أيضا مختلف المدارس المهنية. ويعتبر المستوى العالي للبحث العلمي في البلاد بالإضافة إلى تطبيق البحث والتطوير في مختلف المرافق تعويضا عن نقص الموارد الطبيعية.



الصحة

يوفر التأمين الصحي الذي دخل القانون الخاص به حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني 1995 مروحة من الخدمات الطبية الموحدة، بما فيها العلاج في المستشفيات لجميع السكان، علما بأن الخدمات الصحية تقدم من خلال صناديق المرضى الأربعة العاملة في البلاد.
ويبلغ متوسط العمر المتوقع للنساء الإسرائيليات 82.2 سنة وللرجال 78.5 سنة. أما معدل وفيات الأطفال فيبلغ 3.9 وفيات لكل ألف ولادة. وتضاهي إسرائيل أكثر دول العالم تقدما من حيث نسبة الأطباء إلى السكان، وكذلك نسبة الأخصائيين مقارنة بمعظم الدول المتطورة.



الشؤون الاجتماعية

يرتكز نظام الخدمات الاجتماعية على مجموعة من القوانين التي تضمن للعاملين الحماية ومروحة واسعة من الخدمات على المستويين القطري والمجتمعي، بما فيها رعاية المسنين ومساعدة الأسر ذات الأحادية الوالدين والبرامج المخصصة للأطفال والأحداث ووكالات التبني والوقاية من إدمان الكحول والمخدرات والعلاج من الإدمان.
وتوفر مؤسسة التأمين الوطني لجميع السكان الدائمين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين حقوقا وفوائد من مختلف الأنواع، بما فيها التأمين ضد البطالة ومخصصات الشيخوخة ومخصصات أسر المتوفين ومنح ومخصصات الولادة ومخصصات الأطفال وإكمال الدخل وغيرها.



الحالة الاقتصادية

(دائرة الإحصاءات المركزية، 2008)
الناتج المحلي الإجمالي 188 مليار دولار (26،200 دولار للفرد)
الصادرات من سلع وخدمات 46.0 مليار دولار
الواردات من سلع وخدمات 55.0 مليار دولار


الصناعة

تركز الصناعة الإسرائيلية على تحقيق الإنجازات في مجال المنتجات ذات القيمة المضافة العالية التي تعتمد على الابتكارية التكنولوجية، مثل الأجهزة الطبية الإلكترونية والتكنولوجيا الزراعية والاتصالات وعتاد الحاسوب وبرمجياته والطاقة الشمسية ومعالجة الأغذية والكيماويات الدقيقة.



الزراعة

يعتبر نجاح القطاع الزراعي الإسرائيلي محصلة لصراع طويل ضد المصاعب والظروف القاسية، كما أنه محصلة للاستغلال الأقصى للمياه النادرة والأراضي القاحلة.
وتمثل الزراعة اليوم ما يقارب 2.4% من الناتج القومي الإجمالي و 2% من الصادرات. وتقوم إسرائيل بإنتاج 93% من احتياجاتها الغذائية، بينما تستورد من الخارج ما ينقصها من الحبوب والزيوت النباتية واللحوم والقهوة والكاكاو والسكر، لكن الصادرات تزيد بكثرة عن تشكيلة الصادرات من المنتجات الزراعية.



التجارة الخارجية

تقيم إسرائيل علاقات تجارية مع بلدان من ست قارات. وتشكل التجارة مع أوروبا حوالي 54 في المئة من الواردات و 33% من الصادرات، علما بأن نطاق هذه التجارة توسع منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا وإسرائيل عام 1975. وتم توقيع اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة عام 1985، والتي يشكل التبادل التجاري معها نسبة 17% من الواردات و 40% من الصادرات الإسرائيلية.



الثقافة

ساهمت آلاف السنين من التأريخ وتجمع اليهود مما يربو على 70 بلدا والمجتمع المتعدد الإثنيات المتشكل من مجتمعات تعيش جنبا إلى جنب، بالإضافة إلى سيل لامتناه من النتاج الثقافي الدولي عبر الأقمار الصناعية والكوابل، في نمو ثقافة إسرائيلية تعكس عناصر عالمية تسعى في الوقت نفسه لتشكيل هوية خاصة بها. ويتميز التعبير الثقافي عبر الفنون بالتباين الناتج عن تباين الناس أنفسهم، حيث يتضمن الأدب والمسرح والحفلات الموسيقية والإذاعة والتلفزيون والترفيه والمتاحف والمعارض الفنية المناسبة لشتى الأذواق والاهتمامات.
وتعتبر العبرية والعربية هما اللغتين الرسميتين للدولة، ولكن يمكن في شوارعها سماع العديد من اللغات الأخرى. وكانت اللغة العبرية، وهي لغة التوراة، قد عادت إلى الحياة قبل حوالي مئة عام، بعد حقبة طويلة اقتصرت فيها على الطقوس الدينية والأدب، بما واكب استئناف الحياة اليهودية في البلاد.